العلم الصحيح لا يتولد منه إلا الخير
March 4th 2022
Question ID : 62224ce201f4ab24a026ae21
Question
تارة يصاب الإنسان باضطرابات القلق والخوف أثناء التعلم . وينصحه كثير من الناس بعدم التعمق في الدين وعدم القيام بواجب طلب العلم والاكتفاء بالأمور الواجبة . كيف يتعامل مع هذه القضية ؟
Text Answer
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذه نصيحة خاطئة وخطيرة على الفرد وعلى المجتمع لأنها تعمم ما حقه التفصيل وتوقعك في الباطل من حيث لا تشعر . نعم إن التعمق والتعصب والتقليد من أسباب الاضطراب النفسي والقلق الروحي لأنها تولد التساؤلات والحيرة والتي ينشأ منها تناقض السير ناهيك عن ما يحف تلك المناهج الفكرية الهدامة من إرهاب فكري . ولكن العلم الصحيح القائم على العدل والإنصاف والروية وإعطاء كل ذي حق حقه لا يتولد منه إلا طمأنينة النفس وانشراح الصدر والثبات على الحق والرضا به . ولذا أمر الله تعالى بالتعلم من أهل العلم العاملين بالعدل والإنصاف والزيادة منه وذلك عند أن ذكر هذا الصنف من العلماء المقسطين وقرن شهادتهم بشهادته كما في قوله تعالى ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) ونهى الله تعالى عن مجالسة من يعرف بالاضطراب والتناقض والجهل والانسلاخ من الحق في سبيل عرض الدنيا من شهرة أو مال أو أتباع وذلك عند أن ذم بلعام بن باعوراء أو ابن أبر كما في قول الله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) . فعليك بأخذ العلم الصحيح من أهله فبهم تتلقى شفاء القلوب وطمأنينة الروح وإياك والجلوس إلى من يكثر من التناقض والاضطراب في العلم والعمل فهي مدعاة للضلال والانتكاسة فالحق سهل ظاهر أبلج والباطل مظلم مضطرب متلجلج ، والبحث عن الهدى واستكانة القلوب لا تكون إلا بالبحث عن الحقائق الخالية من الإضطراب . والله أعلم .
Share