عندما يتصرف الوالدان بشكل غير مسؤول تجاه أطفالهم خلال فترة تربيتهم ربكما يحصل في قلوب الأطفال بغض لوالديهم حتى يكبروا عليهما ويسيئوا إليهما . فما النصيحة ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم صحيح.. كما ذكرت .. مفهوم أنه إذا ضيع الوالدان مسؤولية التربية الحسنة والاعتناء الطيب بأبنائهم "بحسب استطاعتهم" ، أن يكبر الأبناء على نحو متمرد أو منحرف ، ولكنه وإن كان مفهوما إلا أنه ليس عذرا لتجويز أو إستساغة انحرافهم وبالتالي قبول الخطأ منهم ..
لأن الأولاد الصغار إذا كبروا وهم من المسلمين صاروا من المكلفين ويجب على المكلفين في الإسلام أن يبحثوا عن سبل الاستقامة والهدى في الدين والدنيا فإذا لم يجدوها عند آبائهم في الصغر فاليأخذوها من نصوص الكتاب والسنة إذا كبروا و فهموا معنى التكليف ، وهذا هو المراد من تكرار الفاتحة في كل ركعة من كل صلاة إذ فيها قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) .
ولذا لا تظن أن كل المهتدين الصالحين كان سبب هدايتهم وصلاحهم من لدن آبائهم لا ليس الأمر كذلك ، بل إن كثيرا من المهتدين كان سبب هدايتهم واستقامت أخلاقهم آية من القرآن أو حديث من السنة أو نصيحة من ناصح ونحو ذلك .
السيناريو المذكور في سؤالكم يحتم على الوالدين والأولاد معا الرجوع إلى الله تعالى وذلك بالسعي في إصلاح النفس على ما تقتضيه الأدلة الشرعية ثم العرفية وأول سبيل للشروع في ذلك هو الجلوس مع الناصحين من جمعوا العلم والخبرة معا لعرض مشكلاتهم عليهم بغرض إصلاحها على نحو صحيح.
عليهم جميعا بالإكثار من الأدعية الواردة في القرآن والسنة والتي فيها صلاح الحال والمآل وصلاح الأهل والذرية . ونخص في ذلك الوالدين وعليهم بالصبر ومما يعينهم على الصبر معرفة أنهم في ابتلاء وامتحان من الله تعالى ولا نجاح في أي ابتلاء إلا بالصبر .
قال الله تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ }
والله أعلم .