السائل : أنا بحاجة إلى بعض التوضيحات و البيان للألفاظ التالية:
لأني رأيت من بعض طلاب العلم في اليمن ..
لعلها بل هي استطرادات من بعض المبتدئين والمندفعين ولا عبرة بكلام مثل هؤلاء وإنما العبرة (قدحا أو مدحا) بتأصيلات وتقريرات من تصدر للكلام باسم الدعوة وليس هؤلاء منهم وأكثر المقولات المذكورة في سؤالك إنما هي من هذا النوع فتنبه لذلك .
ولكن نعم يجب على المشايخ ( القائمين على هؤلاء المندفعين أصحاب تلك المقولات ) أن ينشروا المفاهيم الصحيحة بين هؤلاء المبتدئين كي يجنبوا الدعوة كثيرا من الآثار التبعات السلبية التي تنتج عن عبث هؤلاء المندفعين .
قولك : ( الطائفة المنصورة موجودة في اليمن )
الطائفة المنصورة موجودة حيث يوجد أهل الحديث أهل الأثر أهل السنة وهم أهل العلم والعمل الصحيح سواء أكانوا في اليمن أو في نجد أو في الحجاز أو في الصين ، من دون تخصيص بلد أو قبيلة أو عرق . ومن قال بالتخصيص فعليه بالتنصيص .
أمثل حديث ذكر فيه تخصيص الطائفة المنصورة ببلد معين هو حديث أمامة وفيه ( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) . وهي زيادة على أصل الحديث الصحيح حكم عليها أهل العلم سلفا وخلفا بالضعف .
قولك :ومقولة ( الحقيقة في اليمن )
حقيقة ماذا !؟ إن أردت حقيقة الطائفة المنصورة فقد تقدم البيان . وإن أردت حقيقة المنهج السلفي في اليمن فسيأتي في المقولة التالية ! وإن أردت حقيقة الديانة فهي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نفهمها كما فهمها سلف الأمة ومن خلفهم من العلماء الأكابر لا بفهم الجهال الأصاغر . وإن أردت …… ! وضح مرادك أصلحنا الله وإياك .
قولك : ومقولة ( الدعوة السلفية في اليمن هي الدعوة السلفية الوحيدة النقية الصافية لا يوجد مثيل لها في العالم )
قد بينا مرارا أن الدعوة السلفية في اليمن خيرها عظيم وفضلها جسيم وهي محطة فخر لكل سلفي منصف في الدنيا ولكن مثل هذه الدعاوى الحصرية من البعض ضررها أكبر من نفعها على الدعوة وليس عليها دليل سمعي أو منطقي إنما هي عاطفة جياشة واندفاعات هشاشة يردها السمع قبل العقل والواقع قبل الافتراض .
بل إن الدعاوى الفضفاضة والكلام الذي بلا خطام ولا زمام ولا حجج ولا برهان لا يزيد عن كونه دعوى لا تحتاج إلى نقاش ناهيك عن بذل الجهد في الرد عليها !
وغير ذلك ..
قولك : مقولة ( أصبح كثير من علماء السعودية إخواناً )
هذه دعوى مثل سابقتها يرد عليها ما ورد على سابقتها وزد عليه أن عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، صالح بن فوزان الفوزان ، عبد الله التركي ، صالح السحيمي ، صالح بن حميد ، صالح العصيمي ، سعد بن ناصر الشثري، محمد بن حسن آل الشيخ ، عبد المحسن البدر ، عبد السلام السليمان وغيرهم كثير كل هؤلاء وغيرهم علماء سلفيين تتلمذوا على أيدي ابن باز وغيره من علماء الرعيل الأول ومشهود لهم بالعلم والسلفية بل ولكل واحد منهم تقريبا نصا صريحا مفصلا في التحذير من الحزبية والإخوانية على نحو خاص وغير ذلك وأما الخطأ والعثرة والاجتهاد الخاطئ فهي حاصلة في كل عالم مجتهد لا يستثنى من ذلك أحد إلا نبي !
قولك : ومقولة ( يمكننا أن نجد علماء سعوديين أقوياء في العقيدة والفقه وما إلى ذلك ، ولكن عندما يتعلق الأمر بأحوال الرجال فعلينا أن نأخذ من المشايخ اليمنيين )
هذه دعوى مثل سابقتها ناهيك عن التناقض في الكلام فقولك أقوياء في الفقه والعقيدة مستلزم للقوة الدينية العلمية ومنها تمييز أحوال الهدى والضلال بما في ذلك انحرافات المكلفين واستقامتهم وإلا كان ضفعا في صاحبها وليس قوة كما ذكرت ! فدعوى القوة في الاعتقاد وتجريدها عن المنهج يردها السمع والعقل بل إن القوة في الأحكام العلمية " الاعتقاد " والأحكام العملية " الفقه " دليل على صحة الأصول المنهجية التي يعتمد عليها في السير إلى الله تعالى وهو مرادف لمعنى الثبات على الحق .
قولك : وأكثر من ذلك بكثير …
هات لنبين .. ولاحرج ..
قولك : إلى متى هذه الأشياء صحيحة ؟
منها ومنها وعلى العموم المقام مقام تفصيل وبيان وحجج وبراهين .. لاغير
قولك : ونوضح أيضا كم عدد العلماء الموجودين في اليمن ؟
لا يحصيهم إلا الله تعالى فالوصف نسبي كما قال الله تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ) .. فالله أعلم.
قولك : وهل كل من يسمى شيخا يعتبر عالمًا
بلا ونعم ، فلا بد من تفصيل .
قولك : الرجاء تقديم ردك باللغة العربية كذلك
قد تم ولله الحمد
حفظك الله وبارك فيك
واياكم