July 23rd 2022
Article ID : 62dc13d8ceab340629dbe4c2
تِلميذةٌ لابنِ تيميَّةَ كان يستعدُّ لمَسائِلها

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وبعد:


📖 أمُّ زينبَ فاطِمةُ بنتُ عبَّاسٍ البغداديَّةُ - رحمها الله تعالى -.


✍️ قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ في تاريخِه ( ١٨ / ١٤٠ - ١٤١، وفيات سنة ٧١٤ هـ ): وفي يومِ عرفةَ تُوُفِّيتِ الشَّيخةُ الصَّالِحةُ العابِدةُ النَّاسِكةُ أُمُّ زينبَ فاطِمةُ بنتُ عبَّاسِ بنِ أبي الفتحِ بنِ مُحمَّدٍ البغداديَّةُ، بظاهرِ القاهرةِ، وشَهِدَها خلقٌ كثيرٌ، وكانتْ من العالِماتِ الفاضِلاتِ، تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عنِ المُنكَرِ، وتقومُ على الأحمديَّةِ -فِرقة من المُبتدعة- في مُؤاخاتِهمُ النِّساءَ والمُردانّ، وتُنكِرُ أحوالَهم وأحوالَ أهلِ البدعِ وغيرِهم، وتفعلُ من ذلك ما لا يقدرُ عليه الرجالُ،


وقد كانتْ تحضرُ مجلسَ الشَّيخِ تقيِّ الدِّينِ ابنِ تيميَّةَ، فاستفادتْ منه ذلك وغيره، وقد سمعتُ الشَّيخَ تقيَّ الدِّينِ يُثني عليها، ويصفُها بالفضيلةِ والعلمِ، ويذكرُ عنها أنَّها كانتْ تستحضرُ كثيرًا من "المُغني" أو أكثرَه،


وأنَّه كان يستعدُّ لها من كثرةِ مسائلِها وحُسنِ سُؤالَاتِها وسُرعةِ فهمِها، وهي التي ختَّمتْ نِساءً كثيرًا القُرآنَ، منهنَّ أُمُّ زَوجتي عائِشةُ بنتُ صِدِّيقٍ زوجةُ الشَّيخِ جمالِ الدِّينِ المِزِّيِّ، وهي التي أقرأَتِ ابنتَها زوجتي أَمَةَ الرَّحيمِ زينبَ، رَحِمَهُنَّ اللَّهُ تعالى، وأكرمَهُنَّ برحمتِه وجنَّتِه، آمينَ. اهـ


✍️ قال الحافظُ الذهبيُّ في ذُيولِ العِبَرِ ( ص٨٠، أحداث سنة ٧١٤ هـ ): وماتتِ العالِمةُ الفقيهةُ، الزَّاهِدةُ، القانِتةُ، سيِّدةُ نساءِ زمانِها، الواعِظةُ، أمُّ زينبَ فاطِمةُ بنتُ عبَّاسٍ البغداديَّةُ الشَّيخةُ، في ذي الحجَّةِ بمِصرَ، عن نيِّفٍ وثمانينَ سنةً، وشيَّعها خلائقُ.


انتفعَ بها خلقٌ من النِّساءِ وتابوا. وكانت وافرةَ العقلِ والعلمِ، قانعةً باليسيرِ، حريصةً على النَّفعِ والتَّذكيرِ، ذاتَ إخلاصٍ وخشيةٍ وأمرٍ بالمعروفِ. انصلحَ بها نساءُ دمشقَ، ثم نساءُ مِصرَ، وكان لها قبولٌ زائدٌ، ووَقْعٌ في النُّفوسِ، رحمها اللهُ. زُرتُها مرَّةً. اهـ __


✍️ وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الدُّرَرِ الكامِنةِ ( ٤ / ٢٦٥ ): فاطِمةُ البغداديَّةُ أمُّ زينبَ الواعِظةُ، كانت تدري الفِقهَ جيِّدًا، وكان ابنُ تيميَّةَ يُثني عليها ويتعجَّبُ من حرصِها وذكائِها، وانتفعَ بها نساءُ أهلِ دمشقَ لصِدقِها في وعظِها وقناعتِها، ثم تحوَّلتْ إلى القاهرةِ فحصلَ بها النَّفعُ، وارتفعَ قدرُها، وبَعُدَ صِيتُها، وكانت قد تفقَّهَتْ عند المقادِسةِ بالشَّيخِ ابنِ أبي عُمرَ وغيرِه، وقلَّ مَن أنجبَ من النِّساءِ مثلُها، ماتتْ ليلةَ عَرَفةَ. اهـ


ولو كُنَّ النساءُ كمن ذكرتُ
لفُضلت النساءُ على الرجالِ
فلا التأنيثِ لاسم الشمسِ عيبٌ
ولا التذكير فخرٌ للهلالِ
Share