February 26th 2022
Article ID : 621a899b01f4ab24a026ad95
التفريق بين السماع والإستماع

السؤال

تارة أدخل في سوق أو دكان أو سيارة وفيها يسمع الغناء المحرم فهل يجوز لي أن أشتري منها أو أركب في تلك السيارة أو يجب علي أن أرحل مباشرة ؟


الجواب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولا :


إن كنت مستطيعا لتغيير المنكر فافعل ولو بالنصيحة والترشيد فهذا واجب عليك لقوله عليه الصلاة والسلام ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ )


ثانيا :


إذا رأيت أن مثل ذلك التغيير يصعب لأسباب معينة فلا زال يجب عليك أن تكرهه بقلبك وتتمنى زواله لأنك لا ترضى به وهذا أضعف الإيمان كما في الحديث السابق .


ثالثا :


لا حرج عليك بعد ذلك أن تأخذ حاجتك من ذلك الدكان ونحوه ثم ترحل إذا قضيت حاجتك ولايضرك صوت الغناء والموسيقى هناك إن شاء الله لأنك لم تطلب ذلك السماع والمحرم ولم ترض به . وفرق بين السماع والاستماع للمحرم لأن آلة السمع قد تستقبل من الأصوات ما لا يرضاه الإنسان ولا يحبه ولذا فرق أهل العلم بين السماع والاستماع إذ أن التأثير على النفس إنما يكون من الاستماع أما مجرد السماع مع بغض النفس لما يسمع فلا يؤثر إن شاء الله تعالى .


وإليك نص ابن تيمية رحمه الله في الفرق بين السماع والاستماع من المجموع ، قال رحمه الله تعالى : ( إنَّمَا يَتَرَتَّبُ الذَّمُّ وَالْمَدْحُ عَلَى الِاسْتِمَاعِ لَا عَلَى السَّمَاعِ فَالْمُسْتَمِعُ لِلْقُرْآنِ يُثَابُ عَلَيْهِ وَالسَّامِعُ لَهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَإِرَادَةٍ لَا يُثَابُ عَلَى ذَلِكَ إذْ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. وَكَذَلِكَ مَا يُنْهَى عَنْ اسْتِمَاعِهِ مِنْ الْمَلَاهِي لَوْ سَمِعَهُ السَّامِعُ بِدُونِ قَصْدِهِ لَمْ يَضُرّهُ ذَلِكَ فَلَوْ سَمِعَ السَّامِعُ بَيْتًا يُنَاسِبُ بَعْضَ حَالِهِ فَحَرَّكَ سَاكِنَهُ الْمَحْمُودَ وَأَزْعَجَ قَاطِنَهُ الْمَحْبُوبَ أَوْ تَمَثَّلَ بِذَلِكَ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِمَّا يُنْهَى عَنْهُ وَكَانَ الْمَحْمُودُ الْحَسَنُ حَرَكَةَ قَلْبِهِ الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إلَى مَحَبَّتِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ فِعْلَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَتَرْكَ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ كَاَلَّذِي اجْتَازَ بَيْتًا فَسَمِعَ قَائِلًا يَقُولُ: كُلَّ يَوْمٍ تَتْلُونَ غَيْرَ هَذَا بِك أَجْمَلُ فَأَخَذَ مِنْهُ إشَارَةً تُنَاسِبُ حَالَهُ؛ فَإِنَّ الْإِشَارَاتِ مِنْ بَابِ الْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ...الى آخر كلامه )


والله جل وعلا أعلم .

Share