June 1st 2022
Article ID : 6296de6addc58a47efdf56cd
من يقول أنا أحزبه أو أبدعه لأن واحدا من الثقات أخبرني كذا وكذا ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


هذا الإجمال في هذه المقولة يجعلها مقولة محدثة يردها الشرع والعقل بل والفطرة كذلك ناهيك أن تجعل أصلا ترد إليه أحوال الناس كافة ..! إذ تجعل أعراض الناس عموما وأهل الاستقامة خصوصا عرضة للهتك من الجهال ومن عديمي المروءة ومن قليلي الورع والدين كل ذلك بدافع الهوى المغلف بلباس الدين وهذا الحاصل .. وكما في الحديث الذي أخرجه الجماعة عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ، وَأَمْوَالَهُمْ )


والخلاصة ...

من ثبتت استقامته وسنيته وصلاحه فلا يشرع قط هتك ذلك منه إلا بيقين وحجج وبراهين صحيحة لك فيها من الله برهان مضى عليها السلف وعلماء الأمة ... ولذا قال الترمذي رحمه الله في جامعه معلقا على حديث ابن عباس رضي الله عنه السابق : ( وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِي ..) وتاريخهم ككل رحمهم الله خير شاهد على ذلك ..


وأما أن تهتك أعراض الصالحين بعوارض العاطفة والتقليد ومجاراة الأصحاب وحب المعلم والظن وغير ذلك من المؤثرات كالطبيعة الغضبية المستحكمة على الأفعال والتي فطر عليها البعض ولما تهذب بالكتاب والسنة والخلق الحسن كالصمت والتؤدة والتأمل قبل التعجل ، فكل ذلك هوى صريح مهما لبسوه لباس الحق والدفاع عن السنة .


والله تاعالى أعلم .

Share